أعظم ليلة مرت على بنات رسول الله ﷺ اله هي ليلة الحادي عشر من المحرم جن عليهن الليل وهن في ظلام دامس يتراكضن في البيداء بين رحل منتهب و خباء و محترق و حماتهن صرعى على أرض المعركة و لا محام لهن و لا كفيل و قد أحاط بهن أعداء الدين....
لا أعرف ليلة أصعب من ليلة الحادي عشر من المحرم مرت على أطفال آل للرسول ﷺواله و بنات الزهراء "؏" لا أمسوا ليلتهم ، و الحماة صرعى على وجه الأرض مجزرين كالأضاحي و أمسوا ليلتهم و هم بأيدي عدو ليس في قلبه رحمه بحيث اذ بكت طفلة من أطفال الامام الحسين"؏" أسكتوها بكعب الرماح اه اه و بالسياط التي تتلوى على متنها و هي تستغيث و تنادي :
و امحمداه و لا محمد لي اليوم
و اعلياه ولا علي لي اليوم
و احسیناه و لا حسين لي اليوم
و اعباساه و لا عباس لي اليوم
في ليلة الحادي عشر طلبت السيدة زينب "؏" خيمة من عمر بن سعد تجمع فيها النساء و الأيتام لأن النار لم تبق لهم خيمة ، فلما جاءوا لهم بالخيمة و جمعت فيها النساء و الأيتام و اذا بها تفتقد فاطمة الصغرى بنت الامام الحسين "؏" فجاءت الى أختها أم كلثوم "؏" لتسألها عنها قالت أطلبيها عند جسد المولى أبي عبد الله لعلها هناك ...
قامت السيدة الحوراء زينب "؏"و قصدت جسد الامام الحسين "؏" في ذلك الليل الدامس تتعثر بأشلاء القتلى اه اه وهي تقول ، عمة فاطمة أين أنت حتى قربت من الجسد الشريف و اذا بها تسمع أنينا وحنينا و قائلة تقول أبه يا حسين من الذي حز وريدك أبه من الذي أيتمني على صغر سني ؟
قالت السيدة زينب "؏" : أأنت فاطمة ؟
قالت : بلى يا عمة
قالت : بنيه ما الذي جاء بك الى هنا ؟
قالت : عمة عندما هجموا القوم على الخيام ارعبتني الخيل و الرجال فقلت ألوذ بجسد والدي الحسين اه اه .
في هذه الليلة قامت السيدة زينب"؏" بجمع العيال و الأطفال في مكان واحد فلما جمعتهم أخذ الأطفال ينظر بعضهم الى بعض و دموعهم تتحادر على الخدود و أخذوا يسألون السيدة زينب "؏" عن أهاليهم من الرجال
هذه تنادي عمتي زينب أين أبي ؟
وذاك ينادي أين عمي ؟ اه اه
و أخر ينادي عمة أين أخي ؟
بماذا تجيبهم زينب ؟
أتقول لهم انهم صرعى على وجه الأرض أم عندها جواب آخر ؟
قامت اليهم فأخذت تضم الطفلة الى صدرها لتهدئها عن البكاء والعويل فاذا هدأت أخذت الأخرى اه اه ضمتها الى صدرها ...
اقول في كربلاء ثلاث و ثمانين طفل ينادون عمتی زینب"؏" !!