وَ هَبَطَ إِلَى اَلْأَرْضِ مَلاَئِكَةٌ مِنَ اَلسَّمَاءِ اَلسَّابِعَةِ مَعَهُمْ آنِيَةٌ مِنَ اَلْيَاقُوتِ وَ اَلزُّمُرُّدِ مَمْلُوَّةً مِنْ مَاءِ اَلْحَيَاةِ وَ حُلَلٌ مِنْ حُلَلِ اَلْجَنَّةِ وَ طِيبٌ مِنْ طِيبِ اَلْجَنَّةِ فَغَسَّلُوا جُثَثَهُمْ بِذَلِكَ اَلْمَاءِ وَ أَلْبَسُوهَا اَلْحُلَلَ وَ حَنَّطُوهَا بِذَلِكَ اَلطِّيبِ وَ صَلَّتِ اَلْمَلاَئِكَةُ صَفّاً صَفّاً عَلَيْهِمْ
*ثُمَّ يَبْعَثُ اَللَّهُ قَوْماً مِنْ أُمَّتِكَ لاَ يَعْرِفُهُمُ اَلْكُفَّارُ لَمْ يَشْرَكُوا فِي تِلْكَ اَلدِّمَاءِ بِقَوْلٍ وَ لاَ فِعْلٍ وَ لاَ نِيَّةٍ فَيُوَارُونَ أَجْسَامَهُمْ وَ يُقِيمُونَ رَسْماً لِقَبْرِ سَيِّدِ اَلشُّهَدَاءِ بِتِلْكَ اَلْبَطْحَاءِ يَكُونُ عَلَماً لِأَهْلِ اَلْحَقِّ وَ سَبَباً لِلْمُؤْمِنِينَ إِلَى اَلْفَوْزِ وَ تَحُفُّهُ مَلاَئِكَةٌ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مِائَةُ أَلْفِ مَلَكٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ - وَ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ وَ يَطُوفُونَ عَلَيْهِ وَ يُسَبِّحُونَ اَللَّهَ عِنْدَهُ وَ يَسْتَغْفِرُونَ اَللَّهَ لِمَنْ زَارَهُ وَ يَكْتُبُونَ أَسْمَاءَ مَنْ يَأْتِيهِ زَائِراً مِنْ أُمَّتِكَ مُتَقَرِّباً إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى وَ إِلَيْكَ بِذَلِكَ وَ أَسْمَاءَ آبَائِهِمْ وَ عَشَائِرِهِمْ وَ بُلْدَانِهِمْ وَ يُوسِمُونَ فِي وُجُوهِهِمْ بِمِيسَمِ نُورِ عَرْشِ اَللَّهِ هَذَا زَائِرُ قَبْرِ خَيْرِ اَلشُّهَدَاءِ وَ اِبْنِ خَيْرِ اَلْأَنْبِيَاءِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ اَلْقِيَامَةِ سَطَعَ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ ذَلِكَ اَلْمِيسَمِ نُورٌ تُغْشَى مِنْهُ اَلْأَبْصَارُ - يَدُلُّ عَلَيْهِمْ وَ يُعْرَفُونَ بِهِ*
.
وَ كَأَنِّي بِكَ يَا مُحَمَّدُ بَيْنِي وَ بَيْنَ مِيكَائِيلَ وَ عَلِيٌّ أَمَامَنَا وَ مَعَنَا مِنْ مَلاَئِكَةِ اَللَّهِ مَا لاَ يُحْصَى عَدَدُهُمْ وَ نَحْنُ نَلْتَقِطُ مِنْ ذَلِكَ اَلْمِيسَمِ فِي وَجْهِهِ مِنْ بَيْنِ اَلْخَلاَئِقِ حَتَّى يُنْجِيَهُمُ اَللَّهُ مِنْ هَوْلِ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ وَ شَدَائِدِهِ
*وَ ذَلِكَ حُكْمُ اَللَّهِ وَ عَطَاؤُهُ لِمَنْ زَارَ قَبْرَكَ يَا مُحَمَّدُ أَوْ قَبْرَ أَخِيكَ أَوْ قَبْرَ سِبْطَيْكَ لاَ يُرِيدُ بِهِ غَيْرَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ*
وَ سَيَجْتَهِدُ أُنَاسٌ مِمَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِمُ اَللَّعْنَةُ مِنَ اَللَّهِ وَ اَلسَّخَطُ - أَنْ يَعْفُوا رَسْمَ ذَلِكَ اَلْقَبْرِ وَ يَمْحُوا أَثَرَهُ فَلاَ يَجْعَلُ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَهُمْ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً
.
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صلی الله علیه و آله) فَهَذَا أَبْكَانِي وَ أَحْزَنَنِي
.
قَالَتْ زَيْنَبُ (سلام الله علیها):
فَلَمَّا ضَرَبَ اِبْنُ مُلْجَمٍ لَعَنَهُ اَللَّهُ أَبِي (علیه السلام) وَ رَأَيْتُ عَلَيْهِ أَثَرَ اَلْمَوْتِ مِنْهُ، قُلْتُ لَهُ:
يَا أَبَتِ حَدَّثَتْنِي أُمُّ أَيْمَنَ بِكَذَا وَ كَذَا وَ قَدْ أَحْبَبْتُ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ
فَقَالَ [امیرالمؤمنین علیه السلام] :
*يَا بُنَيَّةِ اَلْحَدِيثُ كَمَا حَدَّثَتْكِ أُمُّ أَيْمَنَ وَ كَأَنِّي بِكِ وَ بِنِسَاءِ أَهْلِكِ سَبَايَا بِهَذَا اَلْبَلَدِ أَذِلاَّءَ خَاشِعِينَ تَخٰافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ اَلنّٰاسُ، فَصَبْراً صَبْراً فَوَ اَلَّذِي فَلَقَ اَلْحَبَّةَ وَ بَرَأَ اَلنَّسَمَةَ مَا لِلَّهِ عَلَى ظَهْرِ اَلْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ وَلِيٌّ غَيْرُكُمْ وَ غَيْرُ مُحِبِّيكُمْ وَ شِيعَتِكُمْ،*
.
*وَ لَقَدْ قَالَ لَنَا رَسُولُ اَللَّهِ (صلی الله علیه و آله) حِينَ أَخْبَرَنَا بِهَذَا اَلْخَبَرِ - إِنَّ إِبْلِيسَ لَعَنَهُ اَللَّهُ فِي ذَلِكَ اَلْيَوْمِ يَطِيرُ فَرَحاً فَيَجُولُ اَلْأَرْضَ كُلَّهَا بِشَيَاطِينِهِ وَ عَفَارِيتِهِ فَيَقُولُ يَا مَعَاشِرَ اَلشَّيَاطِينِ قَدْ أَدْرَكْنَا مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ اَلطَّلِبَةَ وَ بَلَغْنَا فِي هَلاَكِهِمْ اَلْغَايَةَ وَ أَوْرَثْنَاهُمُ اَلنَّارَ إِلاَّ مَنِ اِعْتَصَمَ بِهَذِهِ اَلْعِصَابَةِ فَاجْعَلُوا شُغُلَكُمْ بِتَشْكِيكِ اَلنَّاسِ فِيهِمْ وَ حَمْلِهِمْ عَلَى عَدَاوَتِهِمْ وَ إِغْرَائِهِم بِهِمْ وَ أَوْلِيَائِهِمْ حَتَّى تَسْتَحْكِمُوا ضَلاَلَةَ اَلْخَلْقِ وَ كُفْرَهُمْ وَ لاَ يَنْجُو مِنْهُمْ نَاجٍ*
.
- وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ، وَ هُوَ كَذُوبٌ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ مَعَ عَدَاوَتِكُمْ عَمَلٌ صَالِحٌ وَ لاَ يَضُرُّ مَعَ مَحَبَّتِكُمْ وَ مُوَالاَتِكُمْ ذَنْبٌ غَيْرُ اَلْكَبَائِرِ
.
قَالَ زَائِدَةُ: ثُمَّ قَالَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحُسَيْنِ (علیهما السلام) بَعْدَ أَنْ حَدَّثَنِي بِهَذَا اَلْحَدِيثِ :
*خُذْهُ إِلَيْكَ مَا لَوْ ضَرَبْتَ فِي طَلَبِهِ آبَاطَ اَلْإِبِلِ حَوْلاً لَكَانَ قَلِيلاً*
🔸
@Salehi786