اللَّهُمَّ، إنَّ کَثیراً مِنَ الامَّةِ ناصَبَتِ المُستَحفَظینَ مِنَ الأَئِمَّةِ، وکَفَرَت بِالکَلِمَةِ وعَکَفَت عَلَى القادَةِ الظَّلَمَةِ، وهَجَرَتِ الکِتابَ وَالسُّنَّةَ، وعَدَلَت عَنِ الحَبلَینِ الَّذَینِ أمَرتَ بِطاعَتِهِما وَالتَّمَسُّکِ بِهِما، فَأَماتَتِ الحَقَّ وجارَت عَنِ القَصدِ، ومالَأَتِ الأَحزابَ وحَرَّفَتِ الکِتابَ، وکَفَرَت بِالحَقِّ لَمّا جاءَها، وتَمَسَّکَت بِالباطِلِ لَمَّا اعتَرَضَها، وضَیَّعَت حَقَّکَ وأضَلَّت خَلقَکَ، وقَتَلَت أولادَ نَبِیِّکَ وخِیَرَةَ عِبادِکَ وحَمَلَةَ عِلمِکَ ووَرَثَةَ حِکمَتِکَ ووَحیِکَ. اللَّهُمَّ، فَزَلزِل أقدامَ أعدائِکَ وأعداءِ رَسولِکَ وأهلِ بَیتِ رَسولِکَ، اللَّهُمَّ، وأخرِب دِیارَهُم وَافلُل سِلاحَهُم، وخالِف بَینَ کَلِمَتِهِم وفُتَّ فی أعضادِهِم، وأوهِن کَیدَهُم وَاضرِبهُم بِسَیفِکَ القاطِعِ، وَارمِهِم بِحَجَرِکَ الدّامِغِ، وطُمَّهُم بِالبَلاءِ طَمّاً، وقُمَّهُم بِالعَذابِ قَمّاً، وعَذِّبهُم عَذاباً نُکراً، وخُذهُم بِالسِّنینَ وَالمَثُلاتِ الَّتی أهلَکتَ بِها أعداءَکَ، إنَّکَ ذو نَقِمَةٍ مِنَ المُجرِمینَ، اللَّهُمَّ، إنَّ سُنَّتَکَ ضائِعَةٌ، وأحکامَکَ مُعَطَّلَةٌ، وعِترَةَ نَبِیِّکَ فِی الأَرضِ هائِمَةٌ. اللَّهُمَّ، فَأَعِنِ الحَقَّ وأهلَهُ وَاقمَعِ الباطِلَ وأهلَهُ، ومُنَّ عَلَینا بِالنَّجاةِ وَاهدِنا إلَى الإِیمانِ، وعَجِّل فَرَجَنا وَانظِمهُ بِفَرَجِ أولِیائِکَ، وَاجعَلهُم لَنا وُدّاً وَاجعَلنا لَهُم وَفداً، اللَّهُمَّ، وأهلِک مَن جَعَلَ یَومَ قَتلِ ابنِ نَبِیِّکَ وخِیَرَتِکَ عیداً، وَاستَهَلَّ بِهِ فَرَحاً ومَرَحاً، وخُذ آخِرَهُم کَما أخَذتَ أوَّلَهُم، وأضعِفِ اللَّهُمَّ العَذابَ وَالتَّنکیلَ عَلى‏ ظالِمِی أهلِ بَیتِ نَبِیِّکَ، وأهلِک أشیاعَهُم وقادَتَهُم، وأبِر حُماتَهُم وجَماعَتَهُم. اللَّهُمَّ، وضاعِف صَلَواتِکَ ورَحمَتَکَ وبَرَکاتِکَ عَلى‏ عِترَةِ نَبِیِّکَ، العِترَةِ الضّائِعَةِ الخائِفَةِ المُستَذَلَّةِ، بَقِیَّةِ الشَّجَرَةِ الطَّیِّبَةِ الزّاکِیَةِ المُبارَکَةِ، وأعلِ اللَّهُمَّ کَلِمَتَهُم، وأفلِج حُجَّتَهُم، وَاکشِفِ البَلاءَ وَاللَّأواءَ وحَنادِسَ الأَباطیلِ وَالعَمى‏ عَنهُم، وثَبِّت قُلوبَ شیعَتِهِم وحِزبِکَ عَلى‏ طاعَتِهِم ووِلایَتِهِم ونُصرَتِهِم ومُوالاتِهِم، وأعِنهُم وَامنَحُهمُ الصَّبرَ عَلَى الأَذى‏ فیکَ، وَاجعَل لَهُم أیّاماً مَشهودَةً وأوقاتاً مَحمودَةً مَسعودَةً یوشِکُ فیها فَرَجُهُم، وتوجِبُ فیها تَمکینَهُم ونَصرَهُم، کَما ضَمِنتَ لِأَولِیائِکَ فی کِتابِکَ المُنزَلِ؛ فَإِنَّکَ قُلتَ وقَولُکَ الحَقُّ: «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضى‏ لَهُمْ وَ لَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً یَعْبُدُونَنِی لا یُشْرِکُونَ بِی شَیْئاً. اللَّهُمَّ فَاکشِف غُمَّتَهُم یا مَن لا یَملِکُ کَشفَ الضُّرِّ إلّاهُوَ، یا أحَدُ یا حَیُّ یا قَیّومُ، وأنَا یا إلهی عَبدُکَ الخائِفُ مِنکَ وَالرّاجِعُ إلَیکَ، السّائِلُ لَکَ المُقبِلُ عَلَیکَ، اللاجِئُ إلى‏ فِنائِکَ، العالِمُ بِأَنَّهُ لا مَلجَأَ مِنکَ إلّاإلَیکَ. اللَّهُمَّ فَتَقَبَّل دُعائی، وَاسمَع یا إلهی عَلانِیَتی ونَجوایَ، وَاجعَلنی مِمَّن رَضیتَ عَمَلَهُ وقَبِلتَ نُسُکَهُ ونَجَّیتَهُ بِرَحمَتِکَ إنَّکَ أنتَ العَزیزُ الکَریمُ. اللَّهُمَّ وصَلِّ أوَّلًا وآخِراً عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وبارِک عَلى‏ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وارحَم مُحَمَّداً وآلَ مُحَمَّدٍ، بِأَکمَلِ وأفضَلِ ما صَلَّیتَ وبارَکتَ وتَرَحَّمتَ عَلى‏ أنبِیائِکَ ورُسُلِکَ ومَلائِکَتِکَ وحَمَلَةِ عَرشِکَ بِلا إلهَ إلّاأنتَ. اللَّهُمَّ ولا تُفَرِّق بَینی وبَینَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلَواتُکَ عَلَیهِ وعَلَیهِم، وَاجعَلنی یا مَولایَ مِن شیعَةِ مُحَمَّدٍ وعَلِیٍّ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَینِ وذُرِّیَّتِهِمُ الطّاهِرَةِ المُنتَجَبَةِ، وهَب لِیَ التَّمَسُّکَ بِحَبلِهِم وَالرِّضى‏ بِسَبیلِهِم وَالأَخذِ بِطَریقَتِهِم، إنَّکَ جَوادٌ کَریمٌ. ادامه دارد...