بَهُ عَلَى رَأْسِهِ الشَّرِیفِ بِالسَّیْفِ فَقَطَعَ الْبُرْنُسَ وَ وَصَلَ السَّیْفُ إِلَى رَأْسِهِ فَامْتَلَأَ الْبُرْنُسُ دَماً. 🔻قَالَ الرَّاوِی:فَاسْتَدْعَى الْحُسَیْنُ ع بِخِرْقَةٍ فَشَدَّ بِهَا رَأْسَهُ وَ اسْتَدْعَى‏ بِقَلَنْسُوَةٍ فَلَبِسَهَا وَ اعْتَمَّ فَلَبِثُوا هُنَیْئَةً ثُمَّ عَادُوا إِلَیْهِ وَ أَحَاطُوا بِهِ 🔻فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ ع وَ هُوَ غُلَامٌ لَمْ یُرَاهِقْ مِنْ عِنْدِ النِّسَاءِ یَشْتَدُّ حَتَّى وَقَفَ إِلَى جَنْبِ الْحُسَیْنِ ع فَلَحِقَتْهُ زَیْنَبُ بِنْتُ عَلِیٍّ ع لِتَحْبِسَهُ فَأَبَى وَ امْتَنَعَ امْتِنَاعاً شَدِیداً فَقَالَ لَا وَ اللَّهِ لَا أُفَارِقُ عَمِّی فَأَهْوَى بَحْرُ بْنُ کَعْبٍ وَ قِیلَ حَرْمَلَةُ بْنُ کَاهِلٍ إِلَى الْحُسَیْنِ ع بِالسَّیْفِ فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ وَیْلَکَ یَا ابْنَ الْخَبِیثَةِ أَ تَقْتُلُ عَمِّی فَضَرَبَهُ بِالسَّیْفِ فَاتَّقَاهَا الْغُلَامُ بِیَدِهِ فَأَطَنَّهَا إِلَى الْجِلْدِ فَإِذَا هِیَ مُعَلَّقَةٌ فَنَادَى الْغُلَامُ یَا أُمَّاهْ فَأَخَذَهُ الْحُسَیْنُ ع وَ ضَمَّهُ إِلَیْهِ وَ قَالَ یَا ابْنَ أَخِی اصْبِرْ عَلَى مَا نَزَلَ بِکَ وَ احْتَسِبْ فِی ذَلِکَ الْخَیْرَ فَإِنَّ اللَّهَ یُلْحِقُکَ بِآبَائِکَ الصَّالِحِینَ. 🔻قَالَ فَرَمَاهُ حَرْمَلَةُ بْنُ کَاهِلٍ بِسَهْمٍ فَذَبَحَهُ وَ هُوَ فِی حَجْرِ عَمِّهِ الْحُسَیْنِ ع. 🔻ثُمَّ إِنَّ شِمْرَ بْنَ ذِی الْجَوْشَنِ حَمَلَ عَلَى فُسْطَاطِ الْحُسَیْنِ فَطَعَنَهُ بِالرُّمْحِ ثُمَّ قَالَ عَلَیَّ بِالنَّارِ أُحْرِقُهُ عَلَى مَنْ فِیهِ 🔻فَقَالَ لَهُ الْحُسَیْنُ ع یَا ابْنَ ذِی الْجَوْشَنِ أَنْتَ الدَّاعِی بِالنَّارِ لِتُحْرِقَ عَلَى أَهْلِی أَحْرَقَکَ اللَّهُ بِالنَّارِ وَ جَاءَ شَبَثٌ فَوَبَّخَهُ فَاسْتَحْیَا وَ انْصَرَفَ. 🔻قَالَ الرَّاوِی:وَ قَالَ الْحُسَیْنُ ع ابْغُوا لِی ثَوْباً لَا یُرْغَبُ فِیهِ أَجْعَلْهُ تَحْتَ ثِیَابِی لِئَلَّا أُجَرَّدَ مِنْهُ فَأُتِیَ بِتُبَّانٍ فَقَالَ لَا ذَاکَ لِبَاسُ مَنْ ضُرِبَتْ عَلَیْهِ الذِّلَّةُ فَأَخَذَ ثَوْباً خَلَقاً فَخَرَقَهُ وَ جَعَلَهُ تَحْتَ ثِیَابِهِ فَلَمَّا قُتِلَ ع‏جَرَّدُوهُ مِنْهُ ثُمَّ اسْتَدْعَى الْحُسَیْنُ ع بِسَرَاوِیلَ مِنْ حِبَرَةٍ فَفَرَزَهَا وَ لَبِسَهَا وَ إِنَّمَا فَرَزَهَا لِئَلَّا یُسْلَبَهَا فَلَمَّا قُتِلَ ع سَلَبَهَا بَحْرُ بْنُ کَعْبٍ لَعَنَهُ اللَّهُ وَ تَرَکَ الْحُسَیْنَ ص مُجَرَّداً فَکَانَتْ یَدَا بَحْرٍ بَعْدَ ذَلِکَ تَیْبَسَانِ فِی الصَّیْفِ کَأَنَّهُمَا عُودَانِ یَابِسَانِ وَ تَتَرَطَّبَانِ فِی الشِّتَاءِ فَتَنْضَحَانِ دَماً وَ قَیْحاً إِلَى أَنْ أَهْلَکَهُ اللَّهُ تَعَالَى.قَالَ وَ لَمَّا أُثْخِنَ الْحُسَیْنُ ع بِالْجِرَاحِ وَ بَقِیَ کَالْقُنْفُذِ طَعَنَهُ صَالِحُ بْنُ وَهْبٍ الْمُرِّیُّ عَلَى خَاصِرَتِهِ طَعْنَةً 😭فَسَقَطَ الْحُسَیْنُ ع عَنْ فَرَسِهِ إِلَى الْأَرْضِ عَلَى خَدِّهِ الْأَیْمَنِ ✳️وَ هُوَ یَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ وَ عَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ ص.قَالَ الرَّاوِی: 🔻وَ خَرَجَتْ زَیْنَبُ مِنْ بَابِ الْفُسْطَاطِ وَ هِیَ تُنَادِی وَا أَخَاهْ‏ وَا سَیِّدَاهْ وَا أَهْلَ بَیْتَاهْ لَیْتَ السَّمَاءَ أَطْبَقَتْ عَلَى الْأَرْضِ وَ لَیْتَ الْجِبَالَ تَدَکْدَکَتْ عَلَى السَّهْلِ. 🔻قَالَ وَ صَاحَ شِمْرٌ بِأَصْحَابِهِ مَا تَنْتَظِرُونَ بِالرَّجُلِ قَالَ وَ حَمَلُوا عَلَیْهِ مِنْ کُلِّ جَانِبٍ فَضَرَبَهُ زُرْعَةُ بْنُ شَرِیکٍ عَلَى کَتِفِهِ الْیُسْرَى وَ ضَرَبَ الْحُسَیْنُ ع زُرْعَةَ فَصَرَعَهُ وَ ضَرَبَهُ آخَرٌ عَلَى عَاتِقِهِ الْمُقَدَّسِ بِالسَّیْفِ ضَرْبَةً کَبَا ع بِهَا لِوَجْهِهِ وَ کَانَ قَدْ أَعْیَا وَ جَعَلَ یَنُوءُ وَ یُکِبُّ فَطَعَنَهُ سِنَانُ بْنُ أَنَسٍ النَّخَعِیُّ فِی تَرْقُوَتِهِ ثُمَّ انْتَزَعَ الرُّمْحَ فَطَعَنَهُ فِی بَوَانِی صَدْرِهِ ثُمَّ رَمَاهُ سِنَانٌ أَیْضاً بِسَهْمٍ فَوَقَعَ فِی نَحْرِهِ فَسَقَطَ ع وَ جَلَسَ قَاعِداً فَنَزَعَ السَّهْمَ مِنْ نَحْرِهِ وَ قَرَنَ کَفَّیْهِ جَمِیعاً فَکُلَّمَا امْتَلَأَتَا مِنْ دِمَائِهِ خَضَّبَ بِهِمَا رَأْسَهُ وَ لِحْیَتَهُ وَ هُوَ یَقُولُ هَکَذَا أَلْقَى اللَّهَ مُخَضَّباً بِدَمِی مَغْصُوباً عَلَیَّ حَقِّی 🔻فَقَالَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ لِرَجُلٍ عَنْ یَمِینِهِ انْزِلْ وَیْحَکَ إِلَى الْحُسَیْنِ ع فَأَرِحْهُ قَالَ فَبَدَرَ إِلَیْهِ خَوَلِیُّ بْنُ یَزِیدَ الْأَصْبَحِیُّ لِیَحْتَزَّ رَأْسَهُ فَأُرْعِدَ فَنَزَلَ إِلَیْهِ سِنَانُ بْنُ أَنَسٍ النَّخَعِیُّ لَعَنَهُ اللَّهُ فَضَرَبَهُ بِالسَّیْفِ فِی حَلْقِهِ الشَّرِیفِ وَ هُوَ یَقُولُ وَ اللَّهِ إِنِّی لَأَجْتَزُّ رَأْسَکَ وَ أَعْلَمُ أَنَّکَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ خَیْرُ النَّاس