مقتل و شهادت عباس ع و سخنانش با امام حسین ع از مقتل بحر العلوم قالوا: و لما قتل اخوة العباس الثلاثة بين يديه، ورآهم صرعي علي وجه الصعيد، لم يستطع صبرا، فجاء الي أخيه الحسين عليه‏السلام يستأذنه في القتال، و يطلب الرخصة منه. فبکي الحسين بکاء شديدا، و قال: «يا أخي، أنت صاحب لوائي، و اذا مضيت تفرق عسکري». فلم يأذن له. فعاد عليه العباس للمرة الثانية، و طلب منه الاذن قائلا: «يا أخي! قد ضاق صدري و سئمت الحياة، و أريد أن آخذ ثاري من هؤلاء المنافقين». فقال له الحسين: اذا فاطلب لهؤلاء الأطفال قليلا من الماء. فذهب العباس عليه‏السلام الي القوم، و وعظهم، و حذرهم غضب الجبار، و طلب منهم شيئا من الماء للأطفال. فقالوا: لو کان تمام وجه الأرض ماء و کان تحت تصرفنا، لم نسقکم منه قطرة، الا أن تبايعوا ليزيد، و تدخلوا في طاعته. فرجع العباس عليه‏السلام الي أخيه، و أخبره بمقالة القوم. فطأطأ الحسين برأسه و بکي بکاء شديدا. و بينما العباس في ذلک و نحوه اذ سمع الأطفال - و معهم سکينة بنت الحسين عليه‏السلام - ينادون: العطش، العطش. فرفع رأسه الي السماء، و قال: الهي و سيدي! أريد أن أعتد بعدتي، و أملأ لهؤلاء الأطفال قربة من الماء.