♨️...و هنا أمر مهمّ لا بدّ من التنبيه له، و هو أنّ الظهور الّذي عرفت حجّيته هو الّذي يفهمه أهل تلك اللغة من اللفظ، أو من زاولها، و قتلها خبرا، حتى عاد كأحدهم، بل كاد أن يعدّ منهم، فلا بدّ لمن يروم استنباط الأحكام من الكتاب و السنّة من ممارسة هذه اللغة الشريفة، و معرفة عوائد أهلها، و درس أخلاقها و طبائعها، و الاطّلاع على أيّامها و مذاهبها في جاهليتها و إسلامها. 💠و هذا مراد الشهيد الثاني من قوله: أبعد الناس‏ عن‏ الاجتهاد العجم، إذ من الواضح أنّه- سقى اللّه ثراه- لا يريد العجم من حيث النسب، كيف و معظم علوم العربية تؤثر عنهم، و أكثر علماء الدين منهم، بل يريد من له العربيّة تطبّع لا طبيعة، و تكلّف لا قريحة. 💠فليخف اللّه من هذا نعته، و ليدع الفتوى في الحلال و الحرام حتى يحصل له من الممارسة معرفة مجاري الكلام. 💠و كم وقع لعدّة من الأعلام من التحريف الواضح، و الخطأ الفاضح في تفسير الآيات و الروايات ممّا يجب ستره، و لا يجوز نشره، و لو حاول استقصاءه أحد لملأ منه مجلّدات ضخمة، و لكن لحوم العلماء مسمومة، و تتبّع عثرات الكرام سجيّة مذمومة، و ما أحوجنا إلى هذا النزر من البيان إلاّ أداء النصيحة إلى الإخوان (و قد يستفيد الظنّة المتنصّح) و اللّه المستعان. 📗وقایة الاذهان ص ۵۱۵. @alnokat